أمل دنقل.. الفوضوي الذي يحكمه المنطق

الشاعر «أمل دنقل»
الشاعر «أمل دنقل»

كتبت.. نجلاء إسماعيل
 
 شاعر مصري متميز بكتاباته الرائعة التي خطفت قلوب محبيه وقرائه هو الشاعر «أمل دنقل» احد الشعراء والأدباء الذين رحلوا عن عالمنا تاركاً إرثا من الكتابات الرائعة والمتميزة.
 ‏
 ‏ومن أجمل ماقالته عنه زوجته الصحفية الكبيرة عبلة الرويني والذي تستهل به كتابها «الجنوبي» الذي أصدرته عقب رحيل أمل دنقل بسنتين فقط حيث تصفه من خلال هذه الجمل كالتالي:
«فوضوي يحكمه المنطق، صريح وخفي في آن واحد، انفعالي متطرف في جرأة ووضوح، يملأ الأماكن ضجيجاً وصخباً وسخرية وضحكاً ومزاحاً، استعراضي يتيه بنفسه في كبرياء لافت للأنظار، بسيط بساطة طبيعية يخجل معها إذا أطريته وأطريت شعره، صخري شديد الصلابة، لا يخشى شيئاً ولا يعرف الخوف أبداً ، ولكن من السهل إيلام قلبه».

نستعرض فى ذكرى رحيل الشاعر والأديب «أمل دنقل» أهم وأبرز محطات في حياته.

نشأة الشاعر أمل دنقل 

أمل دنقل هو شاعر مصري مشهور قومي عربي، ولد في أسرة صعيدية في ٢٣ يونيو عام 1940 بقرية القلعة، بمحافظة قنا في صعيد مصر، وتلقى تعليمه الأول بها حتى حصل على الثانوية العامة من مدرسة قنا الثانوية وجاء إلى القاهرة عام ١٩٦٠.

بدأ يشارك فى الندوات الأدبية وفي عام ١٩٦٩ صدر ديوانه الأول «البقاء بين يدى زرقاء اليمامه » 

وظيفة أمل دنقل 

ذهب أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.

عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا

وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا في منظمة التضامن الأفروآسيوى، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر. كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه كثيرا في أشعاره ويظهر هذا واضحا في أشعاره الأولى.

اقرأ أيضا| «حك الأنف بالأنف».. غرائب عادات وتقاليد الزواج في العالم

المدارس الشعرية المنتمي إليها
    
كان مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربى، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيّته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» ومجموعته «تعليق على ما حدث».

أمل دنقل ومعاهدة السلام 

شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته «لا تصالح» والتي عبر فيها عن كل ما جاء بخاطر كل المصريين، ونجد أيضا تأثير تلك المعاهدة وأحداث شهر يناير عام 1977م واضحا فى مجموعته «العهد الآتي». كان موقف أمل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة أن أشعاره كانت تقال فى المظاهرات على ألسن الآلاف.

حب «أمل دنقل» لمصر وصعيدها

عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحا في قصيدته «الجنوبي» في آخر مجموعة شعرية له «أوراق الغرفة 8»، حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» الصادر عام 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه

أمل دنقل وموهبته الشعرية

ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.

دواوين «أمل دنقل» 

أهم دواوينه مقتل القمر، البكاء بين يدى زرقاء اليمامه وتعليق على ما حدث والعهد الاتى.

 وفاة «أمل دنقل»
  ‏ 
توفى أمل دنقل في ٢١مايو عام ١٩٨٣ عن عمر ٤٣ سنة.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم